ارتفاع الذهب إلى مستوى قياسي قد يؤدي إلى تراجع الطلب على الذهب

كان الذهب أفضل السلع أداءً هذا العام حتى الآن ، حيث ارتفع بنسبة 18.5% مسجلاً ارتفاعًا قياسيًا . ولكن قد يصبح المعدن الثمين ضحية نجاحه الخاص ، مع تعرض مشتريات المستهلكين للخطر بسبب ارتفاع الأسعار . وقد أغلق الذهب الفوري عند 2,443.29 دولار للأونصة في 2 أغسطس ، وحافظ إلى حد كبير على المكاسب التي حققها هذا العام ، والتي شهدت ارتفاعًا مستمرًا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2,483.60 دولار في 17 يوليو .
أصدر مجلس الذهب العالمي تقريره الفصلي الأسبوع الماضي و أفادت المجموعة الصناعية بأن إجمالي الطلب بلغ 1,258.2 طن متري في الربع الثاني ، وهو أعلى مستوى مسجل للربع الثاني و حوالي 4% أعلى من الفترة نفسها من عام 2023 .
لكن توزيع أرقام الطلب يُظهر بعض الاتجاهات التي قد تشير إلى تباطؤ في الأرباع القادمة . كانت أكبر زيادة في الطلب من ما أسماه المجلس بسوق خارج البورصة (OTC) ، وهو ما يعني إلى حد كبير الشراء من المستثمرين من المؤسسات و الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية و المكاتب العائلية . بلغ الطلب خارج البورصة 329.2 طنًا في الربع الثاني ، بزيادة 53% عن الربع نفسه من عام 2023 ، وقفزة هائلة بنسبة 385% عن الربع الأول .
أرجع المجلس الزيادة في الإقبال على الذهب خارج البورصة إلى "تنويع المحافظ الاستثمارية" ، مما يدفعنا إلى التساؤل عن مدى استدامة هذا الطلب ، نظرًا لأنه بمجرد أن يصل هؤلاء المستثمرون إلى النقطة التي يشعرون فيها بأن لديهم ما يكفي من الذهب في مزيج أصولهم ، فمن المرجح أن يخففوا من عمليات الشراء .
أظهر التقرير أيضًا انخفاضًا قويًا في استهلاك المجوهرات ، والذي انخفض إلى 390.6 طن في الربع الثاني ، بانخفاض 19% عن الفترة نفسها من عام 2023 .
وانضمت إلى المجوهرات في خانة الخاسرين العملات المعدنية الرسمية ، حيث انخفض الطلب عليها بنسبة 38% إلى 52.7 طن في الربع الثاني . ويشير كلاهما إلى أن المستهلكين ربما بدأوا في التراجع عن الشراء بسبب الارتفاع القوي في الأسعار .
من الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص الطلب على المجوهرات في الصين و الهند ، وهما أكبر مشترين للذهب المادي ، حيث يمثلان معًا نصف السوق تقريبًا . شهدت الصين انخفاضًا في الطلب على المجوهرات بنسبة 35% في الربع الثاني إلى 86.3 طن ، بينما سجلت الهند انخفاضًا بنسبة 17% إلى 106.5 طن ، وفقًا لتقرير المجلس .